مفهوم التعليم
يعرف التعليم في معاجم اللغة العربية بأنه مصدر مشتق من الفعل عَلّمَ، فنقول علّمه القراءة أي فهّمه إيّاها وجعله يعرفها، والتعليم اصطلاحًا هو كل عملية يكتسب خلالها الشخص نوعًا جديدًا من المعرفة يمكنه الاستفادة منها في الواقع العملي، وعادةً تبدأ عملية التعليم للأطفال منذ الصغر لأن مَن شبّ على شيء شاب عليه، والعلم في الصغر كالنقش في الحجر، فتنمية القدرات الذهنية تساهم في تطوير مهارات التواصل والقدرة على التفاعل مع البيئة المحيطة لدى الصغار، ثم إن عملية التعليم عملية تكاملية بدءًا من المرحلة الابتدائية وحتى المتوسطة فالثانوية ثم الاختصاص الجامعي والوظيفة المستقبلية.
دور المعلم
في العملية التعليمية يشكل المعلم في العملية التعليمية ركيزة ولبنة أساسية تنطوي على تحصيل الطالب ودافعيته نحو التعلم، ولا يقصد بذلك دوره التقليدي في الشرح وإيصال المعلومة فحسب، بل في التوجيه والإرشاد الأمثل للطلبة ليكون قدوة حسنة لهم في الميدان التربوي فيترك أثرًا في نفوسهم، ويولّد حبًا للعلم في داخلهم، ويجعلهم في شوق حقيقي لاكتساب المزيد من بحر العلوم الواسعة، الأمر الذي ينعكس على الطالب المهمل فيتحول إلى طالب مثابر ثم طبيب أو مهندس أو مخترع، ولذلك فقد كانت وظيفة المعلم أسمى الوظائف على مر التاريخ ولنا في نبينا محمد صلى الله عليه وسلم خير مثال، فهو أفضل معلم على وجه الأرض، ولمّا مات خلّف وراءه العديد من الصحابة المتعلمين الذين أكملوا مسيرته من بعده وساروا على نهجه لأنهم كانوا أصلًا مزوّدين بالمعرفة والدافعية لتنمية المجتمع الإسلامي وبناء الدولة الإسلامية القوية. أهمية التعليم كثيرًا ما نسمع مقولة أن العلم سلاح، وقد لا يعي المرء أهمية التعليم في بناء المجتمع إلا بانقباضه وانتشار الجهل، فالأشياء تعرف بأضدادها، وسنتحدث في هذا المقال عن دور العلم وأهميته في بناء المجتمع: سبب من أسباب التحضر والنمو الاجتماعي والاقتصادي على حد سواء. تحقيق المنفعة والأجر في الدارين، فالعلم وسيلة للتقرب من الله جل وعلا، فأول آية نزلت في القرآن الكريم كانت اقرأ، فالعلماء أكثر الناس خشية من الله جل وعلا، قال تعالى: "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ" [فاطر: 28]. صقل شخصية الفرد وغرس المبادئ والقيم في نفسه منذ نعومة أظفاره، وكلما زاد نصيب الفرد من العلم اتسم برجاحة العقل والاستقلالية. تحقيق الرفاهية للفرد والمجتمع ككل، فالعلم وسيلة للحصول على فرصة عمل وبالتالي فهو يحمي أفراد المجتمع من البطالة وما ينتج عنها من ارتفاع معدل الجريمة والإدمان في المجتمع. القضاء على الجهل الفقر والرذيلة. وسيلة من وسائل توثيق التاريخ والثقافة بما يحميها من الاندثار والنسيان بعد زمن طويل. القدرة على التفكير والتحليل المنطقي للأمور الحياتية. الشعور بالقيمة في الحياة، فالمتعلم أكثر ثقة بنفسه من الجاهل. القدرة على الانسجام مع متغيرات الحياة واستيعاب الثقافات المختلفة والتعامل معها، بما يحول دون اعوجاج ثقافته الأصلية وعقيدته الدينية وثوابته الوطنية.